يلتزم مشروع التمكين الإلكتروني «E-TAMKEEN» بشكل صارم بتقوية كفاءات الموظفين العموميين المغاربة (نساء ورجالا) في المسائل الرقمية كجزء من مشاريعه المتعددة. أدى هذا الالتزام إلى تطوير مجموعة غنية من الأنشطة، بما في ذلك زيارات التبادل المواضيعية الأولى إلى بلجيكا، والتي تم وضعها اعتمادا على مخطط تقوية الكفاءات المصمم بالاشتراك مع الإدارات المستفيدة الأربعة عشر. وتمحورت هذه المبادرات حول رقمنة وتبسيط المساطر الإدارية، فضلاً عن الابتكار العمومي.
لم تكن تركيبة هذا الوفد اعتباطية، بل كان الهدف الحتمي هو تجميع مسؤولات/مسؤولين من ذوي المسارات الاستراتيجية ليكون ضمن شركاء برنامج تمكين الإلكتروني «E-TAMKEEN». كل ذلك من أجل ضمان تلاقح الأفكار والنظر في إجراءات ملموسة بعد الزيارة. وكان الانسجام في المسارات والمستوى الوظيفي داخل هذا الوفد ضروريا أيضا لتحقيق أقصى قدر من التماسك ومردودية التبادلات.
ومن هذا المنطلق، تم إرسال بعثة دراسية إلى بلجيكا في الفترة الممتدة من 25 شتنبر إلى 5 أكتوبر 2022. وقد ضمت هذه البعثة وفدا مكونا من 18 ممثلا(ة) للوزارات والوكالات العمومية المغربية. أخذتهم الزيادة إلى بروكسل ونامور وأنتويرب، حيث أتيحت لهم الفرصة للتفاعل مع أكثر من عشرين فاعلا(ة) بارزًا(ة) حول المواضيع التي كانت مبرمجة خلال هذه الرحلة.
وفي إطار الديناميكيات المعقدة للحكم البلجيكي، برزت عدة هيئات كأطراف محاورة مفضلة. فيما يتعلق بالموضوع الحاسم المتمثل في تبسيط المساطر الإدارية، ولا سيما وكالة التبسيط الإداري (ASA) على المستوى الفيدرالي، وeWBS لاتحاد والونيا-بروكسل، وEasy.brussels على المستوى الجهوي في بروكسل.
ومع التركيز على رقمنة الإدارة، قام الوفد بدراسة العديد من الهيئات ذات الصلة. وتضمنت المناقشات تحسين خدمات المواطنين وتدبير البيانات مع مؤسسات مثل FPS BOSA، الوكالة الرقمية، Digitaal Vlaanderen، والمعهد البلجيكي للخدمات البريدية والاتصالات. كما تم عقد مناقشات مثرية حول الدمج الرقمي في سان جوسيه تن نوتي ومع منظمة Mediawijs غير الربحية، حيث ركزت الأخيرة على الوقاية من الأخبار المضللة.
اكتشف الوفد بعد ذلك مشاريع مبتكرة خلال زياراته لكل من: ميناء أنتويرب، حرم BeCentral، نامور الذكية والمستدامة (NID)، مدرستي BeCode وMolengeek للبرمجة. وكانت ورشة العمل، التي أقيمت في مختبر NIDO، بمثابة حدث بارز، حيث تقديم أدوات مبتكرة للوفد مثل دليل اللعب الرقمي (Playnook Digital)، كما تم تقديم شبكة من قادة الابتكار من الإدارة البلجيكية.
أثبتت التجربة في بلجيكا أنها مصدر كبير للإلهام، تمخضت عنها لقاءات غنية ومناقشات مفيدة مع الفاعلات/الفاعلين البلجيكيات/البلجيكيين. وبعيدًا عن الانغماس البسيط، فقد مكنت هذه الرحلة من بناء علاقات عميقة وذات مغزى بين الوزارات الممثلة، ووضعت الأسس للتعاونات المستقبلية الممكنة.